إلياس أبو شبكة 
الألحان 
ومقتطفات من غلواء

قد يكون لدى الشعراء حسٌّ حساس ومرهف يُسمِعهم ألحانًا سريةً تتجلى في كل زاوية من زوايا الكون، حيث تنسجم عناصرها كألحان جوقةٍ عظيمة ترتل الأغاني الخالدة. وعندما يأتي موسم الحصاد، تنطلق هذه الألحان بفرحةٍ ونشاطٍ يملؤها الأمل والتفاؤل، ملهمةً الفلاحين الذين ينشدونها وهم يحصدون ثمار جهودهم.
تتناغم ألحان الشتاء الوقور مع حزنه وخوفه، تُعزِف بشدة العواصف وصلابة الزعابيب، وفي كل طرقة للأمطار، تتراقص الطبول استعدادًا للربيع الذي يُطلِق موسيقىً سعيدة جديدة. ينضم الطيور والأطفال الصغار لأوركسترا الربيع ويشاركون في إحياء لحظات الميلاد الجديدة.
وكأنها لوحة فنية تعبر عن مشاعر الطبيعة وأحاسيس الإنسان، تجسد هذه الألحان التغيرات المناخية والفصول المختلفة بطريقةٍ فنية ساحرة. إنها موسيقى الكون، التي تعزف أعذب النغمات في أرجاء الحياة، تجلب الفرح والإلهام وتحاكي القلوب والأرواح.